حول الحرية الجنسية بالمغرب، الغزيوي والنهاري..

في 0 التعليقات
لم أكن أرغب في أن أخوض في موضوع الساعة بالمغرب والذي أثار زوبعة من النقاش الزائد ورسمت حوله هالة من التبادل في الإتهامات بين مؤيد للحرية الجنسية للأفراد وبين من يعتبر الأمر دخيلا عن المجتمع المغربي ولايستحق حتى أن يناقش.


لم أكن أريد أن أخوض فيه ليس لأنه لا رأي لي في الموضوع، بل نضرا للتأويلات الخاطئة التي قد تعطى لرأيي كما حدث للعديدين..لكن ما أريد أن أقوله هو أن المغاربة لطالما تمتعوا بالحرية الجنسية بعيدا عن أعين الفضوليين ورجال السلطة والأمن،فكاذب من يقول أنه لم يقم بأي ممارسة جنسية مع خليلته وكاذبة من قالت أنها لم تحرك شهوتها الجنسية يوما مع خليلها، فالمجتمع المغربي معروف بممارساته الجنسية خارج الإطار الشرعي قبل الزواج ولو بشكل حذر كي لا يضبطهم القانون، إلا أن ما يحدث الآن هو أن البعض ينادون فقط بعدم معاقبة هذه الشريحة الواسعة من المغاربة، ولم يأتوا بجديد من خلال دعوتهم إلى الحرية الجنسية بل هو أمر قائم منذ وقت طويل.


إلا أن النفاق الذي ينخر المجتمع المغربي هو اللي مخلي هاد الناس كايعارضو الناس المنادين بضرورة منح الحرية الجنسية للأفراد في إطار حريتهم الشخصية، والخطير هو أنه كاينين شي ناس كايمارسو حرياتهم الجنسية مع الناس اللي مصاحبين معهم وفي نفس الوقت كايقولو لا للموضوع المثار، وهو أمر أعتبره في قمة النفاق، فكيف لك أن تعارض أمرا أنت في الأصل تقوم به وأصبح عرفا متعارفا عليه، وبالتالي لايمكن للقانون أن يسير عكس توجهات الأفراد.. وكاين واحد القوم اللي عاطيينها غير للحلال والحرام والتجارة في الدين غير باش هوما زعما يبانو صافيين وماكيديرو والو في مجتمع تشكل فيه المظاهر أهم ركيزة.


رئيس تحرير يومية الأحداث المغربية خرج قبل أيام بتصريح يقول فيه أنه لايمانع في أن تمارس أخته أو أمه أو إبنته الجنس خارج إطار الزواج، ليرد عليه إمام من الأئمة يدعى النهاري بخطبة نارية دعا فيها إلى قتل الغزيوي نضرا لعدة اعتبارات هو أدرى بها، قبل أن يتم استدعاء الإمام للتحقيق معه بتهمة التحريض على العنف والتهديد بالقتل.


ما أريد أن أقوله هنا هو أن البعض للأسف لم يتذوق بعد مفهوم حرية التعبير ولازال يؤمن بالقتل والترهيب ونشر الفتن، ما حدث هو أن الغزوي عبر على رأي لم يلزم به أحدا، إنما هي وجهة نضر شخصية، وإن كنت أنا وآخرين غير متفقين معه في أمور كثيرة، إلا أن رأيه يجب أن يحترم ويناقش بعيدا عن لغة التهديد والعنف والقتل التي يتبناها بعض الجهل ممن اختاروا طريقة ابعد ما تكون عن قول الله تعالى" وجادلهم بالتي هي أحسن" وقوله "الفتنة أشد من القتل"، إلا أن ضعف عقلية بعض من نصبوا أنفسهم فقهاء الأمة ستجعلنا نعود قرونا إلى الوراء وتشكل منا مجتمعا ديكتاتوريا لايرحم من يعبر على رأيه، وبالتالي لن نتذوق يوما طعم الحرية والديمواقراطية..لست هنا أدافع عن المسمى الغزيوي أو غيره وإنما أدافع على حق الأشخاص في التعبير على آرائهم، فكما ان النهاري له كامل الحرية في الدفاع على رأيه الذي يراه صائبا وبحجج دينية يجب عليه كذلك أن يحترم وجهة نضر الآخر، حتى لا نعود إلى ما كانت تقوم به الكنسية خلال القرون الوسطى بقمعها لأي اجتهاد شخصي أو رأي معبر عنه قبل أن يقرر المواطنون الثورة ضدها.


اللي بغيت نقول هو أنه علينا نحن المغاربة أن نستمع إلى بعضنا البعض بعيدا عن أي خلفية كيفما كانت، وخاصنا ناقشو الأمور بموضوعية وبحضارة كاتخلينا بشر ماشي حيوانات تدعو إلى قتل بعضها البعض، وجميعنا نحمل الجنسية المغربية ولنا الحق في إبداء آرائنا داخل هذا الوطن، وبطبيعة الحال في إطار احترام الآخلاق العامة وعدم الإعتداء حريات الآخرين..كما أن ديننا الحنيف دائما ما دعا إلى الحب والسلم ونبذ العنف واحترام آراء الآخرين.
العنوان: حول الحرية الجنسية بالمغرب، الغزيوي والنهاري..
تصنيف: 10 من أصل 10 مرتكز على 24 تقييمات. 5 مشاركات الزوار.
الكاتب Mighis Elwalid

إكتب تعليقك هنا .. Write your comment here